فوق الهمم
زَمَنٌ حُمِّلَ مَتْنَ السُّحُبِ
فَتَسَاقَطَ وَدْقًا كَالشُّهُبِ
رَوَّى أَرْضًا غُرِسَتْ كَرْمًا
وَالحُلْمُ تَكَّــرَّمَ بِالعِنَــبِ
عِقْدٌ وَثَلَاثٌ قَدْ جَمَعَتْ
لِلمَرْءِ كُنوزًا مِن ذَهَبِ
فغَدا مَلِكًا مِنْ غَيْرِ قُصو
رٍ يَنظُرُ إِكْليلَ النَّصَبِ
قَدْ عَاشَ كبحّارٍ فِيها
في يَمٍّ جَلَلٍ مُضْطَربِ
فهُنا أَلْطِفُ بِنَسَائِمِهِ
وَهُنَاك يُزَمْجِرُ في صَخَبِ
بَحرٌ ما ليسَ لَهُ جَزْرٌ
وَالمَدُّ طَغَى دون العَطَبِ
وَرسَى البَحّارُ بمَرْكبِهِ
في جَنبِ البَرِّ كَمُرتَقِبِ
يَدْعُو رَبِّي أَن يَرزُقَهُ
عَزْمًا كي يَظْفُرَ بِالطَّلَبِ
يا طِفْلي يَا أَمَلِي حَلِّقْ
فَالتُرْبُ لِحَرْفي لَمْ يَطِبِ
هِي ذي الفُرشاةُ وَألواني
وَالفنُّ تَسَّطَّرَ في الكُتُبِ
إنـــِّي لّأوَدُّكَ رَسَـامًـــا
يَرسُمُ أَشْعَاري في أَرَبِ
فالكَوْنُ تَبَسَّمَ لِلأَلْوا
نِ وَأَضْحَى يَرْفُلُ في طَرَبِ
فاجْعـــلهُ رَبيعًا لا يَفْـــنَى
وَامْحُ حُزْنًا إن يَنْتَحِبِ
هَذِي الأُولَى ما قَدْ وُهِبَتْ
إِلاّ لِأُولِى عِلْمٍ َرحِـــــبِ
وَالأُخْرَى اشْتَاقَت لِلُّقْيا
في وَعْــــــدِ اللهِ المُقْتَرِبِ