" ثَـــرْثَـــرَهْ ! "
قالتْ : أحبُّكَ .. هل تراها ثرثرهْ ؟
شـوقٌ تطبَّـبَ بالجنـونِ فأظهـرَهْ
قالتْ : أحبُّكَ .. حينها جفَّ النوى
وعزفتُ ألحـانَ الحنيـنِ المشهـرَهْ
قالتْ : أحبُّكَ .. فانتهكتُ هواجسي
" حرمُ الحبيبِ تباعُ فيهِ الشوشرَهْ ! "
قالتْ وقالتْ .. حينها ذابَ النـدى
فـوقَ التبسُّـمِ والدمـوعُ مدمَّـرَهْ
ويطوفُ في سطرِ اكتفائـيَ لحظُهـا
فأرى اكتفائيَ من عيونـكِ مقبـرَهْ
مالتْ على غصنِ انتهائـيَ فابتـدا
نورُ الحيـاةِ يزيـلُ أمسـاً أنكـرَهْ
رزنامـةُ الهذيـانِ أعيَـتْ شرفَتـي
وجدائلُ الأشـواقَ ظلّـتْ مُقمِـرَهْ
ويغلّفُ الضوضاءَ صمـتٌ خائـفٌ
أتُرى خريفُ الحبِّ يملكُ أسوِرَهْ ؟!
زمناً حبستُ الخوفَ خلفَ تسكُّعي
والآنَ ألهثُ خلفهُ .. مـا أصبـرَهْ !
عبثُ الحياةِ .. وجومُهـا وجنونُهـا
جمرٌ تساقطَ .. في يديـهِ التذكِـرَهْ
وعلى حدودِ الشمسِ ألمـسُ حرقَـةً
هل مسَّها من حرِّ قلبـي أبخـرَهْ ؟
ما زالَ في كفّيـكِ وجـهُ حكايـةٍ
مازلتُ أؤمنُ أنَّ روحـكِ مُثمـرَهْ
آمنـتُ بالعشّـاقِ يـومَ ولادتـي
وصرختُ في الأنحاءِ أيـنَ المحبـرَهْ ؟
كي أرسمَ الأحلامَ بـدراً يحتـوي
عطرَ الجمالِ على يديـكِ وأخبـرَهْ
أنِّـي أتيـتُ إليـكِ نعشـاً هـدّهُ
نبضُ اختناقـيَ بالهمـومِ وعطَّـرَهْ
أجثو إلى ركبِ احتضـاريَ بائسـاً
والبؤسُ يشكو مـن أنيـنٍ كـدَّرَهْ
داويـتِ أمسـاً غرَّنـي بدموعـهِ
وهوى المواجعِ فاحتويـتِ تحسُّـرَهْ
الآنَ وجهيَ فـوقَ ثغـركِ باسمـاً
وهـواكِ يمحـو كـل آهٍ مغبـرَهْ
أيقنتُ أنَّ الحـبَّ يغمـرُ خافقـي
أنتِ الحياةُ .. فلا تقولـي ثرثـرَهْ !