أعذرني فأنا أنثي ...
قولها ... قرب ... حدثني ...
فأنا أحمل في صمتي
ما لا تحمله كلمات العالم ..
حين يقال عند الحب ..
كم حلمت بك تأتيني ... يوماً قاطعاً ... مئات الأميال ...
لتراني وكلك لهفة ...
كم تمنيتك كاتباً ...
يكتب لي أجمل الكلمات ...
كم تمنيتك عازفاً ...
يعزف لي ويغني لي أجمل الأغنيات ...
كم تمنيتك شاعراً ...
يشعر في أجمل الأبيات ...
كم تمنيت أن أغرز فيك جنون الأحبة ..
كم انتظرت تلك اللحظات ...
لعلني ألمس جنون حبك ..
إلي متي سيعيش كلاً منا في التخيلات ...
انطقها ...
أعلنها ...
أطلق سراحها ...
قول أحبكِ ...
أطلق العنان يا ولا الصمت ...
لا تنتظر مني البداية ...
فأعذرني فأنا أنثى ....
تعانقني ..
تدعو العين بالعين تلتقي ...
تدعو القلب للقلب يرتقي ...
أتخيلك تهديني فيروزاً وعقيقاً ...
وهلالاً ذا بريقاً ...
وأنا أقول لك أحبك .. أحبك ...
ولكني أفوق علي صمتي ...
لذلك أعذرني فأنا أنثي ...
أعذرني لو هربت من نظراتك عندما تلاحقني ...
أعذرني لو راقبتك من بعيد .. وقُلت إنك تتجاهلني ...
أعذرني لو ملكني الصمت ... وأيقنت إنه رفضي...
أعذرني فأنا أنثى ...
أعذرني لو تجاهلتك وأنا أعشق القرب منك ...
أعذرني إن صددتك وأنا أتمني منك كلمة ...
أعذر كبريائي بأنوثتي ...
أعذر صمتي فهو من كرامتي..
لا أحد يسمعني سوي الشاطئ والبحر والنورس ...
هاهي تتفتح الأصداف لتسمعني ...
وتلقي نفسها فوق رمال الشاطئ ...
هاهو السحاب ينهل أمطارً غزيرة ...
فلا أشعر بصقيع البرد ...
فلا أشعر سوي بدموع مكبوتة ...
تصرخ معي شوقاً ...
تصرخ أحبك .. أحبك ...
فلا يسمعها سوي الموج الغاضب ...
والنورس المهاجر .. نحو الدفء الموغل ...
في الغربة التي عشقها ... فأدمنها ...
الليلة أُرسل لك قلبي نورسة ...
أتخيل نفسي معك ... علي تلك الشاطئ ...
حين أخفي الحب عنك أعذرني فأنا أنثى ..
حين أخجل بالنظر إليك أعذرني فأنا أنثى ...
في قلبي إليك حب ..
يدفن البوح ويولد الصمت ...
ولكن الكتمان يؤرقني
تأتي لي في الحلم فارس ..
وتأتي لي في الواقع حابس ...
حابس كلمات تريد بأن تنطق علي فمك ..
ولكن العيون لا تخفي عني سرك ...
لا تنتظر مني كلمة أو نظرة ...
أو حتى إفصاح عما بداخلي ...