soha المراقب العام
عدد المساهمات : 326 تاريخ الميلاد : 05/09/1979 تاريخ التسجيل : 24/08/2011 العمر : 45
| موضوع: شفاء الروح المعيبورة 2011-08-28, 10:53 pm | |
| روح الإنسان تحتمل مرضه أما الروح المعيبورة فمن يحملها ؟! متى شعرت بإنعيبار روحك ؟
من من الأشخاص عيبر روحك ؟ متى تنعيبر الروح ؟ وهل فعلا تنعيبر الروح ؟ الروح ليست مادة فتنعيبر ولكنه تشبيه فالروح تصدمها التجارب الساحقة .. أو تثقلها الخطايا الكبرى .. أو تهزها الآمال الضائعة ..
فتعيبر تحت وطأة هذه الأمور منفردة أو متجمعة ..
الروح هي سر الحياة والجسد دون الروح ميت .. والنفس هي العاطفة والإرادة فتحب الله من كل قلبك ونفسك .. والجسد هو الهيكل الخارجي الذي يحوي الروح والنفس وحين تعيبر الروح يصبح الإنسان كئيبا .. حزينا .. وحيدا .. يائسا .. وبائسا .. لماذا يسمح الله بانعيبار الروح ؟ وهل يستطيع أحد أن يعيبر أرواحنا دون اذن الله ومشيئته ؟
يعيبر الله أرواحنا ليحطم عناد قلوبنا .. ليعلمنا .. ليظهر لنا شناعة أخطائنا .. ليبين لنا أننا لسنا هكذا نحن أرقى من ذلك وأرقى مما نفعله .. ونستطيع أن نحقق الكثير .. ليرينا بأننا نستطيع فعل الكثير .. احذر فإن الله يستطيع أن يعيبر روحك ويخضعك فهل تكابر ولا تتواضع له وترد الفشل اليه وتعبده وتسجد له وتذلل إليه ؟ .. الله يسمح بانكسار الروح لتفوح رائحته الزكية بواسطتنا كزجاجة العطر المكسور .. فكيف تفوح هذه القارورة دون انعيبارها ..
هذا الطريق صعب سلكه الأنبياء بشق الأنفس وإنعيبار الروح وبمكابدة الليالي إلى أن وصلوا لجنة الراحة ولمكان الخلود .. وأكثر الصالحين والأنبياء دفعوا أنفسهم ثمناً لذلك الطريق .. فهذا يحيى وهذا زكريا قدموا الروح والأرواح .. وهذا عيسى الذي تآمر عليه أقرب الناس إليه ولم يقف معه أحد فوقف الله معه ورفعه إليه .. وهذا يوسف الذي تغرب عن أهله وفقدهم ليس باختياره فعيبرت روحه وقلبه في وحدة البئر وبعد خروجه كان في ذل العبودية .. وبعدها في فتن الغنى والنساء .. ثم في حبس السجن .. ثم في غدر الأصدقاء .. ثم في فتنة الملك .. ثم في حيرة الإنتقام أو العفو .. ثم اختار الله في كل مكان وموقف ..
وهاهو يعقوب قاسى انعيبار قلبه وروحه من أبناء تعب في تربيتهم وامتلأت قلوبهم بالغيرة والحسد وحب الدنيا .. قاسى من ابتعاد أحب إنسان وأجمل إنسان وأروع إنسان ..
وهذا يونس الذي قاسى ظلمة الليل والحوت والبحر .. فنادى بلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ..
اعترف بخطأه وتكبره وعدم صبره على قومه فكافأه الله على انعيباره أكثر من مكافأته على عمله مع قومه فأرجعه إلى مئة ألف أو يزيدون ..
وهذا هو موسى مع قومه قاسى كل خيانة وكل عذاب منهم فصبر وكان مع الله في ظمة الليل يبكي ويدعوا الله .. هذا موسى الذي أرسلته أمه ليكون لله ومع الله وليصنع في عين الله ليصنعه الله لنفسه فهل صنعنا الله له وهل نحن بأعين الله ؟ ..
وها هو يتربى في بيت الملك والفساد والطغيان ليخرج الناس من ذل عبادة الناس لعبادة الله فهل نكون نحن ممن يخرج الناس من ذل الناس ؟؟ ..
وهذا هو خير الأنبياء عليه الصلاة والسلام وعلى الأنبياء أجميعن والصالحين ..
من يتم إلى يتم ومن صحراء النفس إلى صحراء البادية لتنير وتخضر تلك الصحراء ويدر اللبن وينبت الزرع فلله دره .. ولد فأشرقت الحياة .. وأنارت الدنيا في عام الفيل نصر الله فيه بيته وكأنها إشارة أن الله سيحمي بيته وسينصره بمحمد ..
الأسم الذي لم يسمى أحد باسمه من قبل .. فكان الأسم الفريد ليكون محموداً في الدنيا والآخرة فكان كذلك .. وتسمى باسمه من بعده أناس كثر فلم يكونوا نقطة في بحره .. قاسى عذاب الأهل وبعدهم وتكذيبهم .. قاسى رؤية الفساد أمامه فآثر خلوة العبادة مع الله وحبه واكتشاف الحقيقة في مكان يصعب الوصول إليه أحد ولكي لا يعود لتلك الدنيا الفانية ..
كان قرآنه نفسه التي بين جوانحه وروحه التي خلقها الله منذ زمن لكي تكون أروع روح ولتكون في أجمل جسد .. رحم الله أبو بكر في كلمته طبت حياً وميتاً يا رسول الله فكان طيباً في حياته وطيباً في مماته رائعاً .. رائعا في كل خطوة عملها .. في كل نفس .. في كل كلمة قالها .. في كل موقف .. في حرقته .. في حبه للخير للآخرين .. هل عرفت لم تعيبر الروح ؟ لم الطريق صعب ولا نجتازه الا بشق الأنفس ؟
ولا أحد يعلم بعيبر روحك إلا أنت وقلة قليلة من المحبين لك .. وربما علمها الشامتين بك فلا حول ولا قوة الا بالله ..
عندما تنعيبر روحك تدعوا الله ليجمع شملك ويعود إليك عطرك ويبدلك الله عطرا خيرا منه ..
تنكسر جرة روحك أحياناً ليخرج الكنز المخبوء بداخلها من سنين .. تنكسر خبز روحك لتطعم الجائعين فعيبرة خبز تنقذ إنسان .. يشفي الله الأرواح المعيبورة بيديه وبعونه .. قد تشعر بأنك لا تريد الحياة ولا تستطيع احتمالها كما كانت مريم عليها السلام ..
ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً .. هنا يتدخل الله ويخبرك أن تستمر في طريقك ولا تتوقف عند هذا الحد فهو وضع هذا التحدي في حياتك لتخلد ولتكون قدوة وخير إنسان وتكون نجم يهتدى بك ونورا يستضاء بك .. سيرسل لك الرطب لكن بعد أن تهز النخلة ..
سيرسل لك من يقول لك كلي واشربي وقري عيناً من حيث لا ندري سيأتي هذا الشخص .. يشفي الله الأرواح المعيبورة بالدعاء إليه .. فهذا هو الرسول الكريم الذي رفع يديه حتى سقطت عباءته فضمها عليه أبو بكر وقال له يارسول الله والله إن الله ناصرك .. والرسول رافعا يديه يقول يارب إن لم تنصرنا اليوم فلن تقوم للإسلام قائمة ولن تعبد في الأرض .. فلولا هذا الدعاء هل كنا مسلمين وهل كان الإسلام ..
فأنزل الله الملائكة بالعصابات وبالسيوف .. خمسة آلاف من الملائكة الشداد .. لا يعصون الله ما أمره ويفعلون ما يأمرون ..
يشفي الله الروح المكسورة بتعويضها بعد كسرها كما فعل مع أيوب بعد أن عيبرت روحه وأصبح لا يستطيع الحراك من فراشه وبعد الأهل ولم تبقى الا زوجته ..
وهو لا يطلب من الله حياءاً منه فلله دره ما أعظمه إنه صبر أيوب .. ولم يدع إلا عندما باعت زوجته شعرها لتطعمه .. فعوضه الله بشفاء بعد أن اغتسل بالمغتسل البارد وشرب منه ..
ألقى عليه جراد من ذهب وأغناه وأبدله صحة وعافية وأبناء خير من أبناءه فشافى الله روحه وجبر عيبره .. اللهم أجبر قلوبنا وأرواحنا واجعل عيبرها في طاعتك ولمها لك وحدك ..
ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا .. ودي لكم ,.. | |
|